انزل إلى الساحة انظر في جوانبها=واجه صنوف الأذى والحقد والفتنِ
يا مسلم اصدع بحق وامض في ثقة=واغرس بذور التقى في راحة الفطنِ
خض دربك الصعب تسمو في شدائده=ما دام يفضي إلى بحبوحة السكنِ
جىء جيئة النسر لا تحزن إذا سقطوا=فوق الركام وراموا جيفة العفنِ
ذاقوا سموم العدى تجتال غيرتهم=واستجلبوا الشر للأقوام والمدنِ
وخلفوا دينهم فانظر لغربتهم=خوف ويأس ويوم غاص في الحزنِ
انظر إلى البحر سيل الغرب كدره=فصار عذبا مزبجُ الجهل والدرنِ
وصرت تبصر دين الله مغتربا=وينشر الناس دين الفسق والوثنِ
من ذا يعظم شرعا قاد حامله=نحو الرقى والهدى والخير والمننِ
فيحتسي النصر من رب العباد إذا=خار الجميع وطالت غفوة الوسنِ
واستهزؤوا بلباس الدين في ترف=ما ميزوا بين قبح الشكل والحسنِ
قالوا الحجاب هو السجن الذي رضخت=له النساء على مر من الزمنِ
أما اللحى فالرقى في حلقها أبدا=وطولها شارة الإحباط والوهنِ
مثل الجبال رموا أقوال مرتجل=كالموت للقلب والإعصار للسفنِ
فطاعة الله كيف العقل يرفضها=يا ضيعة العقل والآمال والسننِ
يا ضيعة الناس إن فازت مطامعهم=وضيعوا الدين والدنيا بلا ثمنِ
أما الشريعة فهي اليوم غائبة=ومذهب الكفر يؤوي كل مفتتنِ
فدرس دين ولينين ارتقى عربا=ودرس شعر يريق الدمع من شجنِ
سيان عند عبيد المال مكرمة=وذلة الفكر والتغريب في الوطنِ
من يوقد النار في الغابات معتبط=أما الدعاة فللآلام والمحنِ
إلى الصلاة دعوا لكن دعوتهم=لم يكتشف حسنها رمل المدى الخشنِ
أما الجهاد فنسيان بلا أجل=مثل الشعاع مع الأستار لم يبنِ
هل المجاهد إرهابي انطلقت=منه الشرور بلا عطف ولا هدنِ
أم الجهاد دفاع عن عقيدتنا=ونصرة الدين كي يحيا على غصنِ
أما شذوذ الفتى فالحق يمقته=قتل البرىء دليل الضعف والجبنِ
من يفهم الدين من يهديه خافقه=من ذا يعيد جياد البر للرسنِ