الجمعة، 27 أبريل 2012

رسالة الى أخي في فلسطين




عذبٌ صباحُكَ والندى فتّانُ 
 وحضورُ قلبِك في الدنا ألوانُ
 
أنتَ الحبيبُ فلا تجئْ متباطئاً
 واشمخْ كشمعٍ ضوءُه بلدانُ
 
أنت الرفيقُ على الطريقِ وهمُّنا
 متوحِّدٌ    وسراجُنا    يزدانُ
 
وعيونُنا نحو الضياءِ ولو خبتْ
 أنوارُ عيشٍ واختفى الريحانُ
 
أدري بأنَّك غارقٌ وبأنني
 أمشي ويخطف خطوتي الطوفان
 
قلبي وقلبُك في الظلامِ وشمعتي
 ستصدُّ موجةَ نورِها الأكفانُ
 
فأنا وأنت مخططات لمن بَغوا
 وأكفُّ وحدتِنا هي الفرقانُ
 
كيف السبيلُ إلى لقائك والمِدى
 ذبحتْ طيوراً دأبها التحنانُ
 
فاحملْ وقودَك ترتجي دفء اللقا
 وازرع فزرعُك أنجمٌ وبيانُ
 
سيموتُ أحبابُ الضلالةِ كلُّهم
 ويثورُ في قلبِ العدى بركانُ
 
بمشيئةِ الرحمنِ سوفَ نردُّهم
 عن حوضِنا وسلاحُنا الإيمان
 
فهلمَّ ندعو من يغيثُ عبادَه=
 وهلمَّ تُهرقُ دمعَها الأجفانُ
 
قالوا فلسطينُ الحزينةُ ضيعةٌ
 هي  للعدوِّ غمامةٌ  وجفانُ
 
تبكي صلاحَ الدين أين شبيهُهُ
 ولقد علتْ هضباتِها القضبانُ
 
فهتفتُ أينَ رجالُهُ وجهادُهم
 أين التقى والخيرُ والإحسانُ
 
هذا صلاحُ الدينِ أسَّسَ زمرةً
 يَقري منابت عيشها القرآنُ
 
غرسَ المدارس في الديار فأينعتْ
 هطل الغمامُ وطالت الأغصانُ
 
واليومَ ننسى دينَنا وجذورَنا
 وتغوصُ في وحلِ الدجى الأركانُ
 
والنفسُ إن طابت سيبزغُ نفعُها
 وإذا نأتْ فكأنها القيعانُ
 
ويذبُّنا ذبَّ الفراش محمَّدٌ
ويدسُّنا في قعرِها العصيان
 
ونُميتُ سنَّتَهُ ونحيي بدعةً
 وهي الضَّلالةُ بيتُها النيرانُ
 
أينَ الذي يدعو يلحُّ بسؤله
 أبعيدَ مخمصةٍ دعا الركبانُ
 
وإذا سُقوا ماءَ الحياةِ تخلَّفوا
 ظهرَ الفسادُ وفارتِ الأضغانُ
 
قد يستطيلُ بقاؤها في حفرةٍ
 ويطولُ ليلُ بقاءه السجانُ
 
يرتاحُ فيها غاصبٌ لا يرعوي
 ويظلُّ يمرحُ في الربى البهتانُ
 
حتى إذا آب الحجيجُ لدوحةٍ
 عصماءَ يطلبُ فيئها الظمآنُ 
 
المسلمونَ كشامةٍ قد حلَّقوا
 في رغدِها ورعاهُم الرحمنُ 
 
رحلَ العدوُّ معفَّراً وقد اكتوى
وغداً يُذلُّ فؤادَه الخسرانُ
 
كم مسلمٍ قَتلوهُ في شمسِ الضحى
 دُبح الشيوخُ وعذّبَ الشبّانُ
 
ووسائلُ الإعلامِ كم نقلتْ لنا
 كسرَ العظامِ يدكُّها شيطانُ
 
فمتى سنجنحُ للهدى بقناعةٍ
ليفرَّ من أعماقِنا العدوانُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق