السبت، 28 أبريل 2012

غربة الدين

 




انزل إلى الساحة انظر في جوانبها=واجه صنوف الأذى والحقد والفتنِ

يا مسلم اصدع بحق وامض في ثقة=واغرس بذور التقى في راحة الفطنِ

خض دربك الصعب تسمو في شدائده=ما دام يفضي إلى بحبوحة السكنِ

جىء جيئة النسر لا تحزن إذا سقطوا=فوق الركام وراموا جيفة العفنِ

ذاقوا سموم العدى تجتال غيرتهم=واستجلبوا الشر للأقوام والمدنِ

وخلفوا دينهم فانظر لغربتهم=خوف ويأس ويوم غاص في الحزنِ

انظر إلى البحر سيل الغرب كدره=فصار عذبا مزبجُ الجهل والدرنِ

وصرت تبصر دين الله مغتربا=وينشر الناس دين الفسق والوثنِ

من ذا يعظم شرعا قاد حامله=نحو الرقى والهدى والخير والمننِ

فيحتسي النصر من رب العباد إذا=خار الجميع وطالت غفوة الوسنِ

واستهزؤوا بلباس الدين في ترف=ما ميزوا بين قبح الشكل والحسنِ

قالوا الحجاب هو السجن الذي رضخت=له النساء على مر من الزمنِ

أما اللحى فالرقى في حلقها أبدا=وطولها شارة الإحباط والوهنِ

مثل الجبال رموا أقوال مرتجل=كالموت للقلب والإعصار للسفنِ

فطاعة الله كيف العقل يرفضها=يا ضيعة العقل والآمال والسننِ

يا ضيعة الناس إن فازت مطامعهم=وضيعوا الدين والدنيا بلا ثمنِ

أما الشريعة فهي اليوم غائبة=ومذهب الكفر يؤوي كل مفتتنِ

فدرس دين ولينين ارتقى عربا=ودرس شعر يريق الدمع من شجنِ

سيان عند عبيد المال مكرمة=وذلة الفكر والتغريب في الوطنِ

من يوقد النار في الغابات معتبط=أما الدعاة فللآلام والمحنِ

إلى الصلاة دعوا لكن دعوتهم=لم يكتشف حسنها رمل المدى الخشنِ

أما الجهاد فنسيان بلا أجل=مثل الشعاع مع الأستار لم يبنِ

هل المجاهد إرهابي انطلقت=منه الشرور بلا عطف ولا هدنِ

أم الجهاد دفاع عن عقيدتنا=ونصرة الدين كي يحيا على غصنِ

أما شذوذ الفتى فالحق يمقته=قتل البرىء دليل الضعف والجبنِ

من يفهم الدين من يهديه خافقه=من ذا يعيد جياد البر للرسنِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق