الثلاثاء، 22 مايو 2012

السلفيون وتنوع القراءات


 السلفيون وتنوع القراءات




لا يمكن للمتمعن في حال دعوتنا السلفية الساطعة الأنوار إلا أن
يبارك هذه الصحوة المباركة وأن يشد أزرها بمزيد من الدعــــــــــاء و
الإبتهال لله عز وجل أن ينير طريقها وأن يثبت أقدامها وأن يعلـــــــي
رايتها0 أهل هذه الدعوة هم على سنة الحبيب صلى الله عليـــــــــــــــه
وسلم ومن كان على هذا الصراط المستقيم فليستبشر بالخيــــــــــــــــر
والسعادة في الدنيا والآخرة0 فإلى المزيد إذن من القاء الضـــــــــــــوء
على سنابل اينعت وما بقي إلا أن نهذبها مما علق بها من غبـــــــــار0
لقد هتفت - من قبل - بأن التصـــــــــــــفية لا تنفك عن التربية ؛ وإن
التربية إنما هي في صميم ووجدان التصفية0 فماذا علينا لو أننــــــا
قمنا لنقــــــــــطف الحكمة من الآيات والأحاديث ، وأنتم تعلمون أن
عائشة لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم أجابــــــــــــــــــــت
بجملة قصيرة جليه : (( كان خلقه القرآن )) فمن أراد أن يعــرف
خلق النبي صـــــــــــــــــــــلى الله عليه وسلم فما عليه إلا أن يتأمل ويتدبر
القرآن العظيم0 إن حاجـــــــــتنا إلى الفقه ماسة ، لا أحد ينكر هذا ،
ولكننا أيضا بحاجة ماسة إلى ما يلين قلوبنا ، وبحاجة ماسة إلى ما
يهذب أخلاقنا0 فلماذا نجد بعض اخواننا يزهد في كتب الرقائــــــق
والسلوك ويسرع بكل حيويته إلى كتب الفقه معتنيا بها ومراجعا لها
لكي لا ينسى مسألة من مسائلها ؟! كثيـــــــرة هي الآيات والأحاديث
التي تعلي من شأن الأخوة بين المؤمنـــــــــــــــــــــين0 وحين نقرأ هذا النور
العظيم لا تشعر للحظة واحدة أن الأمر متعلق بحفظ هذه الدنيـــــــــــــا
بسبب احتياج الناس لبعضهم لتحصيل العيش الكريم0 الأمر أعمق
من هذا وأجل0 الأمر متعلق بالفردوس الأعلى الذي لا ينال شـــــــرف
الوصول إليه إلا من حَسُن خلقه وكان أخا حقيقيا للمؤمنين0
وإذا كان الحصول على هذه المقامات العليا من لين القلب وحسن
الخلق لا يتأتى إلا بعد المجاهدة الطويلة للتخلص من حب الدنيـــــــــا
وطغيانها وتسلط الشيطان والنفس الأمارة بالسوء0 فإن الحزن يكبر
في القلوب حين لا نرى مجرد استعداد لفتح كتاب يجنح في عالــــــــم
الآخرة أو يقطر الأصناف البهيجة من الأخلاق السامية0
هناك كتب للسلفيين أنفسهم تبحث في هذه القيم ولكنها أهملت و
كل ذنبها أنها خالية من مسائل الفقه0 وهناك كتب لغير السلفيين و
لكنها مليئة بالدرر مما يلين القلب ويحسن الـــــــــــــــــــــسلوك حجبت بل
طمرت طمرا0 وما كان علينا إلا أن نحذر مما فيها من بدع وخرافات
ثم ننهل بعدها مما وفق الله به كاتبها من هبات0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق