يحدث معي أحياناً ما حدث مع المازني رحمه الله تعالى عندما كان يتوقف عن الكتابة
ثلاثة أشهر لفراغ رأسه مما يمكن أن يضيء به بياض صفحته من حكمة وفائدة فينهمك
في القراءة طيلة هذه المدة ثم يفتح حنفية رأسه ليسيل منه الخير مدرارا
نعم ...أحياناً أريد أن أكتب ولكن الفكرة تغرق في بحر الصمت وأكتب كلمات لا أرضى
عنها فتزور عني خجلة عابسة
والأسباب في غياب الطواعية الشعرية والنثرية كثيرة منها انشغال البال وعدم استعداد النفس
للكتابة لذلك ذكر أحمد الهاشمي رحمه الله في كتابه النفيس جواهر الأدب نصائح معينة على
الكتابة ومنها أنك اذا لم تستطع الكتابة الآن فتوقف وعد اليها في وقت آخر لأن عدم الاستطاعة
هذه دليل على أنك لست مستعداً للكتابة في هذا الوقت بالذات
فالذي ذكره المازني هو سبب من الأسباب التي تتعذر معها الكتابة ولكنه سبب مهم يدل
على ضرورة تضلع الكاتب بالثقافة العميقة لكي يستطيع أن يبدع ويبتكر ولذلك فانه من
الواجب على كل كاتب أن يهتم برأسه وما حوى واجب عليه أن يقرأ وأن يبحث حتى يصقل
موهبته فيعطي للناس خيراً عميماً مصفى من كل كدر لأنه مسؤول عما يصل للناس بسببه من
معلومات خاطئة
ويذكرني هذا بما كان يحصل في حلقة الملك عبد الله الأول رحمه الله من مساجلات وارتجال
للشعر مع شعراء مبدعين فوجد الملك بطئاً عند أحد هؤلاء الشعراء واسمه ضياء الدين فقال
الملك عبدالله
ضياء الدين هم يقول شعرا
ويأبى الشعر أن يسلس قيادا
ضياء الدين احفظ الف بيت
وألفاً بعدها تدرك مرادا
المبتغى اذن هو رأس كرأس المازني كلما وجد فراغاً نشط ليداوي مرض الفراغ الخطير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق