الثلاثاء، 22 مايو 2012

شاعرة وخاتمة




كان النقاد يتداولون عبارة محزنة تعبر عن الألم الذي يحس به الأديب في هذا الزمان وهي متى يكرم الأديب لتكون الاجابة واضحة وهي أنه لا يكرم الا بعد مماته والعبارة تحمل الحزن الشديد في طياتها لأن الأديب بحاجة الى التكريم ممن حوله من الناس في حياته لا في مماته ذلك أنه بحاجة الى التشجيع وتقدير موهبته في حياته ليبدع في مجاله
وفي هذا السياق أتذكر شاعرة مبدعة هي نازك الملائكة نعم انها الشاعرة العراقية التي توفاها الله عزوجل قبل مدة وجيزة وقد تجاوزت الثمانين من العمر
ولماذا أتذكرها 
لأنها أول من أسس الشعر الحر بهذا الشكل الذي نراه من وحدة التفعيلة وان كان هناك من سبقوها في محاولات عابرة لا رجعة بعدها أما نازك فهي التي كتبت في هذا الشعر 
وألفت فيه ودافعت عنه فاستحقت بذلك كله أن ينسب هذا الأمر لها كما أفاد الناقد احسان عباس
ولكن هذا الشعر الحر كان متشبعاً بالحداثة في نزعتها نحو هدم القيم والأخلاق ومهاجمة الدين لأنها- أي الحداثة- كانت تتنفس من رئة المذاهب الضالة كالشيوعية والوجودية وغيرها 
ان أبرز ما في الشيوعية هومحاربة الدين والثورة على النظام وعشق الفوضى وخلق الفتن وان أبرز ما في الوجودية هو ادعاء ان الحياة هذه عبث ولذلك كانت الحياة عندهم عذاب وألم وانكار للبعث والحساب 
ولقد قرأنا لهؤلاء الشعراء العرب الحداثيين شعراً تتألم منه النفوس وتنفر منه القلوب 
النظيفة لأن هذه التيارات كانت تعمل فيهم سمومها 
أما نازك الملائكة فقد تخلصت مما كانت فيه من التشاؤم واليأس وقوي ايمانها بربها العظيم وصارت تؤلف اشعارها التي تظهر تعلقا بالله سبحانه وتعالى كما ذكرت منذ وقت طويل بل كما يظهر هذا في دواوينها كديوان للصلاة والثورة ولكن السؤال الذي يظهر واضحاً كالشمس هو
هل كرم الناس نازك الملائكة والجواب الذي يظهر كالشمس أيضاً هو
ان الدراسات كانت تكتب عنها في حياتها فتنصفها كأديبة لها أهميتها في الشعر الحديث 
نعم لقد كرمت نازك في حياتها
ولكنني أعتقد أن أعظم تكريم لها هو من الله تبارك وتعالى الذي قدر لها أن تعود الى دينها العظيم 
نسأل الله أن يرحمها رحمة واسعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق