الاثنين، 21 مايو 2012

خواطر في محبة النبي صلى الله عليه وسلم \الخاطرة الثالثة

افتراضي خواطر في محبة النبي صلى الله عليه وسلم الخاطرة الثالثة




هذه معاناة الحبيب لا تنتهي ، عليه أفضل الصلاة والسلام آلام ومشقات وصعاب ،إن أذى المشركين لا ينتهي فكيف لا يشمخ ضياء الصبر في حياته وهو يستمد القوة من ربه وخليله العظيم سبحانه وتعالى
ولكن الحبيب محمدا لا يحرص على رد الصاع صاعين ، بل إنه يحرص على هدايتهم وزحزتهم عن النار وتكاد نفسه تذهب عليهم حسرات
 لقد كنت الفائز يا رسول الله كنت الفائز في كل مواقفك كانت الضغوطات تأتيك من كل صوب لتتخلى عن عقيدتك وعن هداية الناس ولكنك أبيت إلا أن تكون عبدا ورسولا لله تبلغ الرسالة وتؤدي الأمانة0 إن قلبك ممتلىء بمحبة الله00 وإنه لممتلىء بمحبة إخراج الناس من الظلمات إلى النور00 ومن العذاب إلى الرحمة والمغفرة00 لقد دافع الله الجبار عنك في الدنيا ووعدك المقام المحمود والفردوس الأعلى في الآخرة0 أما المشركون فقد انتقم الله منهم بالقتل والخوف والأسر في الدنيا وبنار حامية وقودها الناس والحجارة في الآخرة0
لقد وضعوا سلى الجزور على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وبكت إحدى بناته فقال لها في ثبات الرسل أولى العزم : لا تبكِ فإن الله مانع أباك0 فوز حقيقي00 بل أعلى درجات الفوز من يكفيك غير الله يا خليل الله ، من يغرس في قلبك اليقين غير الله يا خليل الله ، إنه السمو الطاهر النقي في سياج من رحمة الله ونصرته0 وإن الطائف كذلك رحلة صداها قوي ؛ وجناها سخي ؛ لم يستجيبوا لدعوة الحق ولم يكتفوا بسهام الرفض الجائرة ؛ بل أغروا سفائهم ليؤذوه وجاءه ملك الجبال ليطبق الأخشبين على قريش فاختار عليه الصلاة والسلام الصفح والعفو عنهم ليخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا0 لقد أتيت بالرأفة يا رسول وحملت الرحمة بين جنبيك0 لم تكن ضعيفا يوما ما ولكنك لم تكن انفعاليا بل كانت تصرفاتك كلها تصب في المصلحة لك وللناس أجمعين0 وبعد أن تعرض خليل الله محمد صلى الله عليه وسلم لفقد العم والزوجة والايذاءات من قريش وأهل الطائف بعد هذا كله من الله عز وجل عليه بما يذهب عنه الحزن ويطمئن نفسه00 إنها حادثة الإسراء والمعراج00 نعم00 لقد فاز النبي صلى الله عليه وسلم وخسر الظالمون0لقد غلبت الفئة القليلة المؤمنة الفئة الكثيرة الكافرة ؛ وكان هذا في غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون بالنصر والسراء0 وأما غزوة أحد فكان الابتلاء فيها بالضراء وفي كل خير0 لن يخذل الله عز وجل أحبابه ولن يهزم أصفيائه إن الذي حصل للمؤمنين في أحد فيه من المرارة ما فيه وفيه من الفوائد التي حصلها المسلمون الكثير الكثير0 المسلمون لم ينهزموا في أحد؛ لماذا؟ لأن شروط الهزيمة ثلاثة : 01 إحتلال الأرض : وأرض المسلمين لم تحتل0 02 محق الجيش : وجيش المسلمين لم يمحق0 03 سقوط النظام : والإسلام لم يسقط بل إنه ازداد برفعة وشموخا وامتدادا0 لذلك فإن ما حدث للمسلمين في غزوة أحد ليس هزيمة وإنما هو تربية للمؤمنين0 إن الله عز وجل يربي أحبابه ويهذب أصفيائه0 لقد خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم فرباهم الله عز وجل على أن يطيعوا أمر حبيبهم ومرشدهم إلى الصراط المستقيم0 أما النبي الحبيب المصطفى فقد أصابته شدائد عظيمة00 لقد كسرت رباعيته في سبيل الله وشج وجهه الشريف في سبيل الله ووقع في حفرة وأشيع أنه قتل00 كل هذا في سبيل الله00 الله قادر على أن ينصر خليله ، قادر على أن ينصر خليله ولكنه ابتلاء على أجنحة الصبر واليقين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق