هذه مصائب الحياة ؛ تصدع قلوب البشر ، هي ابتلاء من الله يجب الصبر عليها والرضا بها من عند الله ، وتسليم الأمر لرحيم الدنيا والآخرة سبحانه وتعالى ؛ ولكنها إذا أصابت عبدا ضعيف الإيمان فإنه يعتبر هذه المصائب خسارة عظمى فيسدل على وجهه ستار اليأس ويرسل على وعيه سهام الهلاك ليخرج عن طوره وينطق الكلمات والحركات التي تهوي به في نار جهنم هذه هي أثار المصائب عند ضعيفي الإيمان لأنها تمسهم فيما يحبون وتصيبهم في أبنائهم وآبائهم وأمهاتهم وفي أموالهم وفي صحتهم وينسون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه سبحانه وتعالى (( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته بدلا منهما الجنة )) لكن سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم تعطي انطباعا رائعا عن أثر المصائب في حياة الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام ومن ذلك أن اليتم غالبا ما يثير الحزن في قلوب الناس ويجعل النفوس تذوب شفقة على اليتيم لأنها تحس أن هذا اليتيم فقد الحنان والرأفة والعناية وبهذا يكون قد فقد شيئا أساسيا في حياته أما اليتم في حياة الحبيب صلى الله عليه وسلم فقد كان خيرا له من وجوه كثيرة000 لأن السنيديانة التي كان يمكن أن تظلله فتحميه وتوفر له رخاء المعيشة قد ذهبت عنه بذهاب الأب ولأن السلسبيل الذي كان يمكن أن يذيقه الحنان فيرتوي ويسعد في طفولته قد ذهب بذهاب الأم ، فنشأ عليه الصلاة والسلام لا يستظل الا بجذوع نفسه القويه وفقده لسلسبيل الحنان كان معينا له لأن يغدق من الرأفة على البشرية جمعاء0
وعندما فقد الحبيب صلى الله عليه وسلم جده عبد المطلب ثم كفله عمه أبو طالب وكان نبعا من ينابيع الرأفة والحنان ويتزوج النبي عليه الصلاة والسلام خديجة تلك الزوجة التي آب اليها وآزرته بل اعطته القلب والحياة فتأتي المصيبة بموت العم والزوجة معا ، وإنها لمصيبة جثمت على قلب الحبيب ولكنها كانت بيادر من الخير لأنها أذهبت من طريقه كل الأسباب وجعلت النفوس تبصر توكل النبي عليه الصلاة والسلام على رب الأسباب سبحانه وتعالى لم ينصرك يا رسول الله والد ولا والدة ولا جد ولا عم ولا زوجه00 بل نصرك ربك ربهم جميعا ، ألا فليتعلق القلب بالرب العظيم ولتلجأ اليه في السراء والضراء طالبا الأمن والمنعة من الله القدير سبحانه وتعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق