بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد لقد صمتُ طيلة فترة عرض مباريات كأس العالم التي لم أشاهد لأسطر الآن أفكاري عن هذه الحادثة التي توقف العالم وتقعده0 والحمد لله أنني صمت أثناء عرض هذه المباريات لأن الناس كانوا في حالة ذهول ؛ تجعلهم يطيلون السهر ليذهبوا إلى وظائفهم تعبين منهكين ، فكيف سيتلقون كلامي براحة الرضا0 لا تستطيع مواعدة شخص مهتم بهذه المباريات ؛ ولا تستطيع محادثته ، وربما ستخسر صداقته إذا أصريت على سؤاله عن أي شيء يخطر في بالك حتى ولو كان السؤال عن صحة مريض يهمك أمره0 أصوات التشجيع ترتفع ؛ والأخوة في البيت الواحد تختلف أراؤهم ، ولربما يتجاوزون حدهم في التشجيع فيحدث شيء في صدورهم0 هل الناس فارغة؟ وما هو حجم هذا الفراغ؟ وهل هو فراغ نفسي أم وقتي؟ إنه فراغ نفسي كبير لأن الوقت مشغول بالعمل أو الدراسة أما النفس فإنها فارغة من المعاني السامية لتوغل في معاني تافهة كمباريات كرة القدم ؛ والمكالمات الهاتفية التي تمتد إلى أكثر من ساعة في عالم المزاح والمجاملات والعبث بأعراض المسلمين والمسلسلات التي تعمل ببطء وسرعة معا في تغيير قيم الناس وأخلاقهم0 العجيب أن معلومة قيمة تبقى حبيسة حتى لو نشرت في وسائل الإعلام لتنتعش في هذا الوجود نكتة أو أغنية أو صورة هزلية0 نعم ؛ نستغرب عندما ترى هذه التفاهات تنتقل من جهاز محمول إلى آخر وعبر الانترنت لتتجاوز البلدان والأشخاص ومع تقديري الكبير لكل الفتاوى التي صدرت بجواز مشاهدة هذه المباريات اذا خلت من العنصرية وتضييع الصلوات والعنف والسب والشتم الا انني اتوقف مليا ماذا يريدون من هذه المباريات؟ حقا ماذا يريدون؟ لان الامر تجاوز كونه تسلية وترفيها ليصبح شيئا ضروريا تنفق في سبيله الأموال والاوقات بل أكثر من هذا لأنه اصبح هوساً وإدمانا0 لقد كانت بروتوكلات حكماء صهيون واضحة في هذا الأمر وهو اغراق الناس في هذا الهوس المرضي لينشغلوا به عن القضايا المصيرية الحرجة0 ان المخطط واضح اذن؛ وان شعوبنا تنفذه عن طيب نفس ، تاركة أعدائها في غبطة وشماتة لان السمك قد التقط الطعم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق