في هذه المنطقة التي حللت بها يندر السكان ومسجدها بلا امام منذ تسع سنوات أو أكثرفأغلب السكان في هذه البلدة يعملون في تربية الأغنام ويهجرون بيوتهم في الشتاء وبداية الربيع ويذهبون الى الصحراء للاعتناء بأغنامهم التي تلد لأن الأغنام في هذا الوقت بالذات تحتاج الى اهتمام خاص لفصل الأغنام الوالدة عن غير الوالدة واطعامها طعاماً مختلفاً أما في غير هذا الوقت فانهم يتركونها للرعاة لأنها لا تحتاج حينها الى رعاية خاصة
أما غيرهم من السكان فأكثرهم يعمل في الجيش وعمله يحتاج منه البقاء خارج البلدة فترة من الزمن
انني ارى اصحاب الأغنام بعقلي لا بعيني وهم راحلون مع أغنامهم وهم يجوبون الصحراء بحثاً عن الكلأ يرهقون أنفسهم ويغتربون من أجل العيش الكريم ما أصعب حياة الصحراء وما أقل عائدها بالنسبة لما ينفق من كد وتعب انهم يحبون هذا العمل ولا يستطيعون تركه
انهم يستفيقون على رؤية الأغنام ويبيتون على رؤيتها لقد أصبحت جزءاًلا يتجزأ من حياتهم وربما تملكتهم عاطفة تجاهها أشبه بعاطفة الأم تجاه ابنها ان عطشت يسقونها وان مرضت يداوونها وان ماتت يحزنون عليها
ثم ان الصحراء لا تخلو من ذئاب ولا تخلو من جفاء يربي الشدة وتحمل المشاق كما قال الشاعر الأردني تيسير سبول
بدوي تحفر الصحراء لا جدوى يديه
ورغم هذه الصحراء القاسية التي تعيش في قلوبهم وحياتهم الا أنهم صادقون ومخلصون في حبهم طيبون فلا تحس منهم اضماراً بسوء
أقول قدر الله وما شاء فعل لأنني تركت حياتهم النقية الهادئة ولكنني أشتاق اليها حد الظمأ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق